بقلم: دييجو كامبيروس، الرئيس التنفيذي للعمليات بشركة فودافون قطر
بدأ العالم في التحول ليصبح رقميًا أكثر فأكثر قبل ظهور فيروس كورونا "كوفيد-19"، ولكن سرعة التحول ازدادت الآن. ومع تعطل أنشطة الأعمال بشكل كبير، وبقاء الناس في منازلهم؛ كان على نماذج العمليات التشغيلية أن تتغير بسرعة كبيرة، وقد ساهم "كوفيد-19" في تسريع هذه الرقمنة.
قد لا تبقى العديد من القطاعات والصناعات على حالها الأول بعد الآن. سيظل هناك قيود على سفر رجال الأعمال، وعلى السياحة، وسنتفاعل عبر الوسائط الرقمية في كثيرٍ من الأحيان. ستتبنى المزيد من المؤسسات العمل عن بُعد كـ "طريقة عمل معتادة". وسيزداد تبني التكنولوجيا في قطاع التعليم. كما سيبحث المستهلكون عن خيارات الترفيه في المنزل، بينما سيُسرّع تجار التجزئة من التحول إلى منصات التجارة الإلكترونية خلال فترة إغلاق متاجرهم.
النقطة الأساسية التي يجب ملاحظتها هي أنه بمجرد انتهاء هذه الأزمة؛ لن تعود الأمور إلى ما كانت عليه. العديد من هذه السلوكيات الجديدة، وتفضيلات العملاء للقنوات الرقمية، والبقاء في المنزل ستستمر إلى ما بعد انتهاء الوباء. سيصبح هذا "الوضع الطبيعي" الجديد.
هل ما زالت تقنية الجيل الخامس ملائمة؟ يكمن الجواب في فهم ما هي تقنية الجيل الخامس، والفوائد التي تتميّز بها على التقنيات الأخرى.
انضمت فودافون قطر، يوم الإثنين، إلى قادة الفكر من المنطقة في معرض "مينا 2020 للجيل الخامس"، الذي انعقد عبر الإنترنت هذا العام، حيث شاركنا رؤيتنا حول كيفية إحداث تقنية الجيل الخامس الفرق وسط هذا "الوضع الطبيعي" الجديد.
باختصار، تتيح سرعات الجيل الخامس الفائقة الفرصة للحصول على حزمة عريضة للجوال وربط اللاسلكي الثابت بشكل أفضل، بم يدعم العمل وألعاب الفيديو على الحوسبة السحابية، ومقاطع الفيديو فائقة الوضوح، والواقع المعزز، والواقع الافتراضي، وما إلى ذلك. وستدعم الاستجابة السريعة لتقنية الجيل الخامس المدن والزراعة الذكية وغيرها، في حين تدعم قابليتها للتوسع عددًا كبيرًا من أجهزة إنترنت الأشياء المتصلة.
أطلقت فودافون قطر الخدمات التجارية لشبكة الجيل الخامس منذ عام تقريبًا، وكانت فترة مثيرة للاهتمام. وقد وجهنا اهتمامنا حاليّا نحو حالات الاستخدام الواعدة من أجل تحقيق العائد على استثماراتنا، وخلق قيمة لعملائنا، وإمكانية تحقيق ثلاث قفزات فورية لسوقنا.
تتمثل القفزة الأولى في الاستفادة من تقنية الجيل الخامس للاستبدال اللاسلكي الثابت. منذ ظهور جائحة كوفيد-19، زاد طلب المشتركين على الحزمة العريضة المنزلية من أجل اتصال أسرع، واقتصادي وأكثر موثوقية. لكن التحدي يكمُن في غياب شبكة الألياف الضوئية في بعض المناطق، ومدّة الإعداد الذي يتطلب زيارة فني مؤهل.
من ناحية أخرى، يمكن تثبيت أجهزة MiFi أو الربط اللاسلكي الثابت المُزودة بتقنية الجيل الخامس بسهولة من قبل العميل نفسه، حيث تكون تقنية الجيل الخامس اقتصادية أكثر؛ وبالتالي يمكن أن تنتقل الفائدة للعملاء. في قطر، نلاحظ اعتمادًا جيدًا للحزمة العريضة المنزلية المزودة بتقنية الجيل الخامس.
وتتمثل القفزة الثانية في نموّ الطلب على الألعاب والترفيه، والذي تسارع منذ ظهور كوفيد-19. ففي الأسبوع الأول من الحجر العالمي في منتصف مارس، تم تنزيل اللعبة الشهيرة Fortnite 2.8 مليون مرة - بزيادة قدرها 2000% عن المستويات المعتادة.
من المنظور التكنولوجي، يكتسب التحوّل إلى الألعاب القائمة على السحابة زخمًا أكبر. يتم بث كل شيء من الخوادم البعيدة إلى واجهة المستخدم، والتي يمكن أن تكون أي شيء من أجهزة الهاتف المحمول إلى التلفزيون. بالمثل، شهدت Google Stadia (خدمة ألعاب سحابية أخرى) ارتفاعًا كبيرًا في الاستخدام.
من الآن فصاعدًا، سنستمر في رؤية الانتقال من الأماكن الرحبة، ودور السينما، وخيارات الترفيه في الهواء الطلق إلى الترفيه المنزلي والفردي. تُوفّر تقنية الجيل الخامس النطاق الترددي العالي والاستجابة السريعة المطلوبة للألعاب السحابية، ويمكن لمقدمي الخدمات اقتناص فرصة تحقيق عائدات مالية، من خلال تقديم حزم ألعاب غير محدودة، مع ضمان استجابة سريعة، للاستخدام داخل المنزل وخارجه.
ثالثًا، أدّت معايير التباعد الاجتماعي إلى تسريع الحاجة إلى الأجهزة المتصلة. في قطاعي الصناعة التحويلية والخدمات اللوجستية، من الصعب الحفاظ على مسافة اجتماعية آمنة مع الكثير من الحركة في الأماكن المغلقة. بالتالي، تصبح عملية تقليص التكلفة والأتمتة أكثر أهمية لإدارة تأثير "تفشي المرض في المستقبل". وتتمثل الفائدة الرئيسية لتقنية الجيل الخامس في الاستجابة السريعة والقدرة على توصيل عدد كبير من الأجهزة من أجل سير العمل بسلاسة.
بالنظر قدمًا نحو أفق أوسع قليلاً، يبدو أن حالات استخدام شبكة الجيل الخامس، التي تنبأت فودافون قطر بأنها ستحظى بالاهتمام في عام 2022 وما بعده، وكأنها تسارعت، مع تبنيها على نطاق واسع مسبقًا. تمت تجربة حالات استخدام مثل المساعدة الطبية عن بُعد، وإدارة الملاعب والمدن الذكية بنجاح تقني معقول في قطر، وفي جميع أنحاء العالم. وستركز غالبية حالات استخدام تقنية الجيل الخامس المستقبلية على المؤسسة بدلاً من التركيز على المستهلك.
تستعد فودافون قطر لهذا "الوضع العادي" الجديد. وبصفتنا مزودًا لخدمات الاتصالات، نرى أنه من المهم امتلاك ميزانية استثمارات استراتيجية طويلة الأجل؛ توجه تركيزها على حالات استخدام تقنية الجيل الخامس التي يبحث عنها العملاء على المدى القريب، وبناء منتجات وخدمات ذات صلة تلبي تلك الاحتياجات.
قد لا نعرف كيف سيبدو " الوضع الطبيعي" الجديد، لكن المؤسسات المستعدة لتسريع الابتكار بمجرد انتهاء الأزمة هي التي ستتفوق في أدائها.
– انتهى –