أحدثت تكنولوجيا إنترنت الأشياء (IoT) طفرات نموٍ في معظم القطاعات الاقتصادية على مدى السنوات القليلة الماضية، وحصدت العديد من الشركات في قطر فوائد اعتماد هذا النوع من التكنولوجيا. إن الإمكانات الضخمة التي يوفرها إنترنت الأشياء تتجاوز الهواتف الذكية والأجهزة القابلة للارتداء وأجهزة الكمبيوتر لتشمل أجهزة مثل مفاتيح الإضاءة والمركبات ومعدات المزارع وآلات التصنيع والحلول الأمنية - وكلها يمكن أن تتواصل مع بعضها البعض. ويُمكّن إنترنت الأشياء الشركات من جمع البيانات حول عملياتها التشغيلية في الوقت الفعلي، واستخدامها بعد ذلك كأداة استراتيجية تساعدهم في اتخاذ القرارات المناسبة.
إنترنت الأشياء في محور الاهتمام
أصدرت فودافون، العام الماضي، تقريرا بعنوان "IoT Spotlight Report 2020"، قدمت من خلاله لمحة عن الاستخدام العالمي لإنترنت الأشياء. وأوضح التقرير أن إنترنت الأشياء يشكّل الوسيلة المثالية لتحسين أداء الشركات وتحقيق قيمة تجارية حقيقية، حيث يرى 95 % من المستجوبين عائدًا إيجابيًا على الاستثمار في هذه التقنية.
يمكن للشركات تحقيق العديد من الفوائد من تبنيها إنترنت الأشياء، بما في ذلك القدرة على تحسين كفاءتها التشغيلية وابتكار منتجات متصلة جديدة. كمل يمكن الرؤساء التنفيذيون من زيادة مواردهم والتركيز على ما يهمم فعلًا، ألا وهي أعمالهم التجارية. وتقول 84 % من الشركات أنها أصبحت تتمتع بإمكانات جديدة لم تكن ممكنة من قبل، وشهدت 80 % من الشركات المستجوبة زيادة في إيراداتها. ومن اللافت للنظر أن إنترنت الأشياء قد مكّن أكثر من نصف الشركات من خفض تكاليف التشغيل لديها بمعدل 21 %.
وفي ذات الوقت، وجد تقرير فودافون بعنوان "بارومتر الشرق الأوسط لعام 2019" أن إنترنت الأشياء يقود عملية الابتكار وجدّد النمو الاقتصادي في جميع أنحاء المنطقة. وأكد أكثر من ثلث الذين شملهم استطلاع التقرير بأنهم يغتنمون الفرص التي تمنحها هذه التكنولوجيا، وقد حفزت مستجدات العام الماضي العديد من القطاعات على التحول الرقمي.
السبب وراء وجوب التبني المبكّر
خلال الأزمة التي فرضتها جائحة كوفيد-19، كان على جميع الشركات التكيف والاستجابة للظروف الجديدة التي لا تزال تعمل في ظلّها حتى الآن، ويشعر أغلب الذين اعتمدوا إنترنت الأشياء في إدارة عملياتهم بأن هذه التكنولوجيا كانت عاملاً رئيسياً في الحفاظ على استمرارية أعمالهم طوال الفترة الماضية؛ في الواقع، أعرب 73 % منهم عن ثقتهم بأن الشركات التي فشلت في تبني إنترنت الأشياء في غضون خمس سنوات ستتجاوزها الأحداث، ما يؤكد أن إنترنت الأشياء قادر على خلق ميزة تنافسية مستدامة وطويلة الأجل.
في السابق، كان جزء من قطاع الأعمال ينظر إلى التكيف مع التقنيات الجديدة على أنه أمر يصعب حدوثه، أو يعتقدون على أقصى تقدير بأنه ربما "من الجيد امتلاكها" ولكنها ليست بالحاجة الأساسية. لقد كانوا يعتمدون هذه التقنيات بشكل تفاعلي، بدلاً من إدراجها ضمن قراراتهم الاستراتيجية الاستباقية. ومع ذلك، فإن حلول إنترنت الأشياء يمكن الحصول عليها الآن وبتكلفة أقل من أي وقت مضى، لذلك يمكن للشركات ويجب عليها أن تبادر الآن وأن تُلحق تكنولوجيا إنترنت الأشياء إلى بنيتها التحتية الأساسية.
إنترنت الأشياء في قطر
من بين الأمثلة البارزة لاستخدام إنترنت الأشياء في قطر، نجد إقدام المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء) على رقمنة المرافق العامة في الدولة، من خلال شراكتها مع فودافون قطر. وتم تركيب 600,000 عداد ذكي في كافة أرجاء البلاد، وهي مجهزة بشرائح إنترنت الأشياء من فودافون التي تتولى نقل بيانات القياس في الوقت الفعلي عن بعد إلى أنظمة كهرماء عبر منصة إدارة اتصال إنترنت الأشياء من فودافون. ويُمكن القياس الذكي من الاستغناء عن قراءات العدادات يدويا، ويُحسن الكفاءة التشغيلية بشكل عام، ويُزود، على سبيل المثال، المشتركين من الأفراد والشركات ببيانات استخدامهم للطاقة، ما يساعدهم في اتخاذ القرارات التي تساعد على ترشيد استهلاكهم.
ومن الأمثلة الجيدة الأخرى، هناك خدمة مشاركة درّاجات السكوتر الذكية Loop Scooters، والمدعومة بحلول اتصال إنترنت الأشياء من فودافون. تضمن شرائح إنترنت الأشياء من فودافون المثبتة في الدراجات اتصال Loop باستمرار بأسطولها عبر لوحة معلومات على شبكة الإنترنت، والتي تتيح لفريق Loop تتبع دراجاتهم الكهربائية ومراقبة حالتها وبطارياتها، وإعادتها إلى محطة الإرساء لتكون جاهزة للرحلة التالية. يساعد هذا المشروع في تحسين خدمات النقل العام في الدوحة ويظهر كيف يلعب إنترنت الأشياء دورًا حيويًا في المدن الذكية من خلال تمكين الحلول المتصلة التي تعمل على خفض الانبعاثات وتحسين الكفاءة - وهي أهداف تتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030.
لمعرفة المزيد حول كيف يمكن لإنترنت الأشياء تطوير نشاطك التجاري، تفضل بزيارة: https://www.vodafone.qa/ar/business/services/iot/internet-of-things
-انتهى-